نصيحة لأهل مصر و ما الواجب على طلبة العلم - الشيخ سليمان الرحيلي


التصنيفات
القسم العلمي: 
  • الشيخ: الشيخ سليمان الرحيلي
  • العنوان: نصيحة لأهل مصر و ما الواجب على طلبة العلم
  • المدة: 7:38 دقائق (‏5.26 م.بايت)
  • التنسيق: MP3 Stereo 44kHz 96Kbps (CBR)
التفريغ

 

السؤال:

يقول بارك الله فيكُم نوّدُ منكُم التَّكرم بتوجيه نصيحة لطلبةِ العلمِ خصوصاً، وللمسلِمينَ عُموماً حولَ مايَجْري في بِلاد مِصْرَ الآن، وهل الحُكومة الجديدة الآن تعد حكومةً شرعيَّة؟

الجواب:

أَسأل الله – عزَّ وجل – بأسمائِه الحُسنى وصفاتِه العُلى أنْ يَحقِنَ دِماء المسْلِمين، وأنْ يَدفَع البَلاء، ولاشكَّ أنَّ كلَّ ذي عِلمٍ سليم، وفَهمٍ مُسْتقيم، يَفرحُ بكل عملٍ يَحْقِنُ دِماء المسْلِمين، ويُزيلْ هذا الشَّر العظيم، ولاشكَّ أنّي أقول إنَّ الواجِبَ على أهلِ مصر أنْ يَسعوا في حقْنِ الدِّماء، وأنْ يكفُّوا عنْ الأعمال التَّي تُؤدي إلى القَّتل، وإزْهاقِ الأرواح منْ جميعِ الأطراف، فإنَّ الدَّم شأنُه عظيم، ((ولايزال المؤمنُ معنِقاً صالحاً مالمْ يُصِب دماً حراماً، فإذا أصابَ دماً حراماً بلَّحْ))، والمتَقرِّر عندَّ أهْلِ السُّنةِ والجماعة أنَّ الحاكِم المتَغلِّب بالسَّيف إذا تغلَّب على الحكُم واستقام لهُ الأمر عندَّ العامة فإنهِ يُصبِحُ حاكِماً شرْعِياً، وذلِك نقول يا إخوة إنَّ أهلَ السُّنة والجماعَة قد يَقولون إنَّ هذا الشيء حرام؛ لكِن يُرتِّبونَ عليْهِ التَّمرة، أهلُ السُّنة والجماعة لايُجيزونْ التَّغلُب، لايُجيزون لأحد أنْ يأتي فيَأخذ الحُكم بالقُّوة، وهذا حرام، لكِنْ إذا حصَل، وحصَلت الوِلاية، ثبتَتْ الوِلاية لهذا المتَغلِّب، ونسألَ الله أن يَرزُقَ حُكماء الأمَّة من حكَّامنا والعُلماء المعتبرين المسْتضيئين بالسُّنة، نسألُ الله أنْ يوفِقهُم إلى بَذلِ الأسباب التَّي تحْقِن الدِّماء، وتُزيل الشَّر.

والوصيَّة لطلاب العِلم:

-ألاَّ يُقحِمَ الإنسانُ نفسه فيما ليْسَ لهُ أَولاً، فما ليْسَ لك لاتُقْحِم نفْسكَ فيه، واسألِ الله لمنْ كلَّفهُ بهذا الأمر التَّوفيق والهِداية.

-وثانياً: إيَّاكَ والظُّلم، لاتظْلِم أحدًا، فإنَّ الظُّلمَ عاقِبَتهُ وخيمَة.

-وثالثاً: اعرِف الخَيْرَ الذَّي أنتَ فيه، وأحمدِ الله عليْه، وتَعاوَن معَ ولاتِ أمرِكَ في بلَدِك، وعُلمائِكَ على الخيْر، وحافِظ على الخيْرِ الموجودِ في بَلدِك، وإنْ كُنْتَ منْ أهلِ النُّصح فابْذل النُّصحَ بالطُّرُقِ الشَّرعِية الصحيحَةِ السَّليمة السَّوِيّة، التَّي تُحقق الخير، وتمْنَع الشَّر، ثمَّ أنْصَحُ الإخوة بِعدَمِ نشْرِ الكلام الذَّي يَظهر في الوسائل المعاصِرة مما لاخيْرَ فيه، كالآن نجِد أنّ هذا الذَّي يُسمى (بالتُويتَر) يأتي فيه مقاطِع صوتيَّه لأُناس يتكلَّمونَ بكلام هو باطِل في هذه الأحْداث، بَعضِ النَّاس بِحُسن نيَّه ينشُر هذا الكلام، قصْدهُ أن يُظهِرَ قُبْحهُ، لكِن في الحقيقة أنه ينشُره، وتصِل الشُّبهات إلى كثيرٍ منَّ النَّاس؛ مِثل هذا أنا لاأرى وأرى أنه لابأس أن يُطلع عليه منْ يُعرف أنه يَفهَم، ويَعْرف ليعرف حقيقَةِ الأمور، أما أنْ يُنْشر هذا على العامة، ويُنشر هذا الكلام فهذا لا شرط لهذا الكلام السَّيء، فتجِد أن بعْض النَّاس يتكلَّم في ولاةِ الأمر في الإمارات لموْقِفهم أو ولاة الأمر في السعودية لموقِفهم، بكلامٍ سيِّء وباطِل، فبَعض النَّاس يَنشُر هذا على مسْتوى عام، نقول هذا لايَجوز، لأنهِ يترتب عليه نشر هذا الباطِل، وهذا الفساد، أما إرسالُه لمن يعلم  ويَفهم حتى يعرِف حقيقَةِ الأمر فَيَظهر لي والله أعلم أنه لابأس بهذا، وأنت في الحقيقة تعْجَب بهذه الأحداث من أُناسٍ يدَّعون الوسطيَّة والاعتِدال ووو، تجِدُ الآن كلامَهُم ينْضحُ بالتَّكفير الصَّريح أو التلميح، واحتِقار المسلِمين، فتجِد ممن يدَّعي العِلم من يَحتقِر ويتَكلَّم بِصراحة من يَحتقِر حكام الإمارات أو يحتقِر أهل الإمارات أو يحتقِر شرطةَ الإمارات أو يحتقِر حُكام السعودية، وفي كلامهِ الكثير من هذا، وهذا لاشكَّ أنه منَّ الباطِل، والشَّر العظيم الذَّي يكشِف عن معادِن النَّاس، ويُبيِّن حقائقهُم، فكم مِنْ مُدَّعي للإعتِدال والوسطيَّة وضبط اللِّسان هذه الأحداث ظهر فيها أنه من أكثرِ النَّاس جُرأةً على أعراض المسلِمين؛ لماذا؟ لأنَّهم خالفوه في هواه، وليسَ مِنْ منظورٍ شرعيٍّ صحيح، فعلى كلِّ حال نسأل الله – عز وجل- أن يُزيل هذا البلاء، وأن يَرزُق أهلَ مصر الأمن والطمأنينة، وأنْ يُعين العُقلاء على التَّعاون لدرءِ مفاسِد هذهِ الفتنة، ويُوفِق حُكامَنا لـلإسهام في توطيد الخير، وإبعاد الشر والله أعلم.