لقاء و أسئلة و أجوبة مع فضيلة الشيخ عبيد الجابري حفظه الله والذي عقد ليلة الإثنين 22 شعبان 1434 هـ
- العنوان: لقاء و أسئلة و أجوبة مع فضيلة الشيخ عبيد الجابري حفظه الله والذي عقد ليلة الإثنين 22 شعبان 1434 هـ
- الشيخ: عبيد بن عبد الله الجابري
- القسم: | لقاء مفتوح
- تاريخ الفتوى: 30/06/2013
يســـــــــــــــــر إذاعــــــــة النهــــــــــج الواضــــــــــح
أن تقدم لكم المادة الصوتية
للقاء المفتـــــــوح وأســــئلة و أجوبـــة
مع الشيـــخ العلامة الوالــــد
عبـيد بن عـبد الله الجابــــري
حفظــه الله و نفع به
والذي أقيم عبر الهاتف مع أبنائه في دولة الكويت
ليلة الاثنين 22 شعبان 1434 هـ
الموافق 30 يونيو 2013
(01) (قارئ الأسئلة)
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
أحسن الله إليكم شيخنا، السؤال الأول يقول: بعد أيام يقبل علينا شهر رمضان فهل من توجيه لأبنائكم حول الاستعداد له؟
(فضيلة الشيخ)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، لا يخفى على كل مسلم ومسلمة مكانة هذا الشهر من دين الإسلام، فالكل يعلم أنّه الركن الرابع، وأنه فرضٌ عيني على كل مسلم ومسلمة، وإنما يخفى على بعض الناس أو يتساهلون فيما ينبغي أن يكون عليه المسلم في هذا الشهر من المبادرة إلى فعل الأوامر، وأعظمها التوحيد، إخلاص الدين لله-سبحانه وتعالى- ثم سائر الطاعات من واجبات ومستحبات، وأعظم ذلك بعد التوحيد المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها، وكذلك اجتناب ما نهى الله-سبحانه وتعالى- عنه وأعظم ما نهى الله عنه الشرك، ثم سائر المعاصي صغائر وكبائر ومنها البدع.
والمقصود: أنّ المسلم يحفظ نفسه ويجاهدها على محاب الله ومراضيه ومجانبة مساخطه ومغاضبه، ويشغل وقته فيما هو أنفع له في دينه ودنياه، هذا هو الواجب على كل مسلم ومسلمة، وأن يغتنم هذا الشهر فيحرص فيه على تلاوة كتاب الله، وعلى الاستكثار من نوافل العبادات، من صلاة وصدقة ويصل رحمه ويعود المريض، فهذه الأمور وإن كانت مطلوبة ومأمور بها في العمر كله في جميع الأيام والليال إلا أنها في شهر رمضان تتأكد لحرمة هذا الشهر وعظيم مكانته عند الله-سبحانه وتعالى- فإنه لم يفرض الله-سبحانه وتعالى- صومًا إلا لعارض فرمضان مفروض فرضًا عيني على كل مسلم ومسلمة على وفق ما ذكره الفقهاء من شروط الصيام وما عاداه لا يجب إلا لعارض كالنذر الكفارة. نعم هذا خلاصة ما يمكن قوله الآن. نعم.
(02) (قارئ الأسئلة)
أحسن الله إليكم، يقول السائل: هل يجب ذكر محاسن الإسلام عند المحاولة لإدخال شخص في الإسلام؟ أم فقط نقول له لابد لك من التوحيد حتى تدخل الجنة وإن بقيت على ما أنت عليه فأنت في النار؟ وجزاكم الله خيرًا
(فضيلة الشيخ)
في الكتاب الكريم: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ }[النحل:125]
والحكمة: هو وضع الشيء في موضعه.
فأحيانًا يكون الناس من غير المسلمين فطرهم ... وأحيانًا يكون فطرهم ملوثة بالإلحاد ملوثة بالشهوات والشبهات، فالداعية الحكيم هو الذي يسلك مع كل فئة من الكفار المسلك الذي يحبب الإسلام إليهم، فإن رأى منهم أنهم عندهم لين وحسن خلق يخاطبهم بالتوحيد، وأنه هو الواجب على جميع العباد، وأنّ كل رسول أول ما يقرع أسماعهم به، فيذكر من خبر أولئك القوم، فإن كانوا يهود ذكر لهم من خبر قومه في الدعوة إلى التوحيد، وإن كانوا نصارى ذكر لهم من أخبار عيسى، وإن وجد أنهم منصرفون فيحببهم بذكر المحاسن محاسن الإسلام، فإذا اطمئنوا علّمهم الشهادتين قولًا وعملًا.
(03) (قارئ الأسئلة)
أحسن الله إليكم، يقول السائل: كيف يميز المبتدئ في طلب العلم بين المتمسك بالسنة، وبين الجماعات السياسية؟
(فضيلة الشيخ)
الجماعات السياسية ليست على السنة، وإن ادعى بعضهم أنه على السنة، فهذا خلط وخبط، مزج بين حق وباطل، فصاحب السنة لا يتدخل في السياسة أبدًا، بل يفرِّغ نفسه في دعوة الناس إلى توحيد الله- عزّ وجل- وما يتبعه من شرائع الإسلام، ويحذر الناس من الشرك بالله وسائر المعاصي، هذا هو صاحب السنة.
فالسنة تظهر، صاحب السنة ليس له وجهان، وجه يقابل به الناس أبيض ناصح، ووجه آخر قاتم! لأ، ولهذا لا تغتروا بمسميات مثل نُصرة الشّريعة، السلفية بين الدعوة والقتال، وغيرها هذه مسميات بدعية، وهي تكأة إلى أفكار الخوارج.
والمقصود: أنّ المتمسك بالسنة يدعو الناس إلى السنة المحضة من الكتاب والسنة، وعلى وفق سيرة السلف الصالح، وهم كل من مضى بعد رسول الله-صلى الله عليه وسلم- على أثره، وأساس أولئكم الصحابة، ثم الأئمة من بعدهم من أئمة التابعين، وأتباع التابعين.نعم.
(04) (قارئ الأسئلة)
أحسن الله إليكم شيخنا، يقول السائل: في بلد الكفر توجد مقبرة للمسلمين ولم يعد يوجد فيها مكان لقبر الناس فيها، ولم يجدوا مكانًا آخر، فهل يجوز لهم نبش القبور القديمة التي في هذه المقبرة ثم دفن الأموات الجدد فيها؟ وإذا كان ذلك جائزًا فماذا نفعل عندما نجد بعض أعضاء الميت وذلك عندما ننبش القبور القديمة؟
وجزاكم الله خيرًا
(فضيلة الشيخ)
هذا حتى عندنا، وعلى سبيل المثال : بقيع الغردق وبقيع المدينة القبور طبقات، فتنبش القبور القديمة ليس نبش أنها تُرمى ولكن تُدفن في جانب، والموتى الجدد يُجعلون معهم، قد يحتاجون إلى زيادة تراب القبور طبقات. نعم.
(05) (قارئ الأسئلة)
أحسن الله إليكم، يقول السائل: رجل وجبت عليه بنت لبون ولم يُرد أن يخرجها لتعلقها بها أو لغيرها من الأسباب، فاشترى بنت لبون ليخرجها للزكاة، فهل له ذلك؟
(فضيلة الشيخ)
لا بأس، المهم بنت لبون سواء اشتراها أو من ماله، أرجو إن شاء الله أنها بلغت مبلغها.نعم.
(06) (قارئ الأسئلة)
أحسن الله إليكم، سؤال من الإخوة في برمنجهام من المكتبة السلفية يقولون: السؤال الأول: هل يجوز أن تنسب البدعة إلى الصحابة كالقول بأنّ عثمان ابتدع الأذان الأول؟
(فضيلة الشيخ)
هذا ليس بصحيح، هذا ليس بصحيح، الصحابة كلهم أئمة هدى، والذي نسب بدعية الأذان الأول يوم الجمعة أساء في حق الصحابي الخليفة الراشد عثمان-رضي الله عنه-، وثانياً: إجماع المسلمين. نعم هذا خطأٌ فاحش، وأخونا الشيخ عرفات بن حسن المحمّدي صاحبنا وتلميذنا له بحث في هذا مفيد وأنا اطلعت عليه.نعم.
وهذا ضمن مآخذ أخذت على رجل في اليمن الشمالي نصب نفسه داعية وهو أضل من حمار أمه وأبيه.نعم.
(07) (قارئ الأسئلة)
أحسن الله إليكم، سؤالهم الثاني من برمنجهام يقولون: هناك أناس في زماننا يقولون أنّ هجر أهل البدع لا يجوز في زماننا لضعف الأمة. فما قولكم في ذلك؟
(فضيلة الشيخ)
على الإطلاق ليس بصحيح، والهجر هجران:
هجر كلي: وهو نفي المبتدع، وهجرك بقلبك، فالهجر الوقائي هذا بأن لا يزوره، ولا يستزيره، ولا يجالسه. نعم هذا ليس بممتنع ويمكن.
هجر كلي- كما قدّمنا- هذا في بعض الأحيان قد يمتنع حينما تكون لأهل البدع شوكة وقوة وأهل السنة ضعفاء، ففي هذه الحالة لا يهجرونهم، وقد يداري السني صاحب بدعة لمصلحة راجحة كان يقول وزير الدولة أو قاضي البلد أو شيخ عشيرة، فلو هجره حيل بينه وبين دعوة القوم، ففي هذه الحال لا يهجره يداريه، والأصل في هذا أو من الأصل في هذا حديث : ((ائذنوا له، بئس أخو العشيرة )) فلما دخل هش له النبي-صلى الله عليه وسلم- وبش وألان له الحديث، فلما خرج قيل له يا رسول الله: قلت فيه ما قلت، وفعلت ما فعلت. قال: ((إنّ شرَّ الناس من ودعه الناس-يعني تركوه- اتقاء فحشه)) فهذا يعني الهجر في الزمان لا يجوز أعني على إطلاقه ليست بصحيحة.نعم.
(08) (قارئ الأسئلة)
أحسن الله إليكم، سائل من الشبكة يقول: هل يجوز لمن لا يملك سيارة وهو محتاج إليها غاية الاحتياج شراء سيارة على البنك؟
علمًا بأنّ البنك يشتري السيارة المطلوبة ثم يبيعها بسعر أغلى قليلًا، وماذا يفعل من كان هذا حاله ولا يريد أن يتعامل بالربى؟ وهل يجوز له شراءها على الصفة المذكورة ثم التوبة من ذلك؟
(فضيلة الشيخ)
أولًا: الذي أعرفه من التعاملات عندنا أن المصرف الشركة المصرفية أو البنك يأتي مندوبهم إلى السيارة فيشتريها هو يشتريها ثم يبيعه على الشخص هنا نقول لا بد من مراعاة الآتي:
أولًا: أن يتملك البنك السيارة أو أي سلعة فإذا تملكها وحازها بما تحاز به من الأوراق والمفاتيح مفاتيح السيارة وغير ذلك، نعرضها على هذا الذي طلبه فيقول له نقدًا بكذا وسعر بكذا مقسطة، ثم يترك له الخيار، هذا هو الواجب.
أما أن يذهب فإذا رفضها المشتري يتركها، فهذا خطأ، هذا يندرج تحت قوله-صلى الله عليه وسلم-: ((ولا تبع ما ليس عندك)) ، هذا باع ما ليس عنده.نعم.
(09) (قارئ الأسئلة)
أحسن الله إليكم، سائلة من الجزائر تقول: أعمل في إحدى مختبرات الجامعة والدوام مدته ثمن ساعات ولكن عملنا أقل من ذلك فيكون الخروج في خمس ساعات، فما حكم ذلك؟ وما حكم الراتب إذا خرجوا في أقل من مدة الدوام؟
(فضيلة الشيخ)
هذا له حالتان:
إحداهما: أن يكون الخروج من قبيل التسلل والاستخفاء عن أعين المسؤلين رؤساء العمل، فهذا حرام لا يجوز.
والحالة الأخرى: أن يكون الخروج بعلم رئيس المصلحة، سواء مختبر أو غيره أو مستشفى أو صيدلية، أي مصلحة، فإذا كان يعلم هذا ويأذن لهم في ذلك فلا بأس به إن شاء الله.نعم.
(10) (قارئ الأسئلة)
أحسن الله إليكم: سائل من الإمارات يقول: ما هو الحكم إذا تسحر الشخص إلى وقت لا يعلم بالضبط انتهى الأذان أم لا يؤذن، وأكمل السحور إلى أن يكتشف أن الأذان قد انتهى وهو لايزال يتسحر؟
(فضيلة الشيخ)
لا بأس عليه مادام أنه لم يتعمد وإنما كان يأكل على غلبة ظنه أنّ الفجر لم يؤذن، فلا بأس بذلك.
(11) (قارئ الأسئلة)
يقول السائل: أحسن الله إليكم : أي كتب التاريخ تنصحون بها؟ وكيف يستفيد طالب العلم من كتب التاريخ على وجه العموم، وعلى وجه الخصوص كيف يستفيد منها في تنزيلها على واقع الأمة؟ بارك الله فيكم
(فضيلة الشيخ)
التاريخ يعني على توقيت، وهو الإخبار عن أحوال، وأمكنة، وأزمنة ، ووقائع وقعت في أمكنة في أزمنة، ما له علاقة بواقع الأمة، والذي يعالج المشاكل هو الكتاب والسنة، وأقوال السلف الصالح هذه التي تعالج مسائل الناس، ويكون الحكم فيها مستند على الكتاب والسنة وعلى وفق فهم السلف الصالح وليس على التاريخ.نعم.
(12) (قارئ الأسئلة)
سائلة تقول: إذا طهرت الحائض نهار رمضان فهل يجب عليها أن تمسك بقية اليوم؟
(فضيلة الشيخ)
أقول: لها أربعة أحوال- وأرجو من السامعات أن يتفطنَّ وقد ذكرتها كثيرًا وآخر ما أبنتها في موقع ميراث الأنبياء في العام الماضي وأظنه لا يزال موجودًا مسجلًا في سلسلة دروس بعنوان( استنباط الأحكام من آيات الصيام)-
أقول :
الحالة الأولى: أن تراه قبل الفجر، يعني ترى الحيض.
الحال الثانية: أن تراه أثناء النهار، ولو قبل غروب الشمس بلحظة.
الحال الثالثة-وهي المسؤل عنها فيما أظن-: أن تراه أثناء النهار.
فهي في هذه الأحوال مفطرة.
وفي الحال الأخيرة: إن كان زوجها حاضرًا مفطرًا كأن يكون قدم من سفر أو أفطر لعذر سوغ له الفطر فدعاها إلى حاجته منها وجب عليها إجابته، وإلا كانت عاصية لله ولرسوله- صلى الله عليه وسلم-، وأنا أقول إذا كان مفطرًا لا يفطر من أجل الجماع لأ بهذا لا تجيبه؛
وإن كان زوجها غائبًا يعني في سفر أو في عمل وتعلم من حاله أنه لا يأتي إلا في الليل، ففي هذه الحال إن شاءت صامت تطوعًا وإن شاءت أفطرت.
ولا يفهم من هذا أنه لا يجب عليها الإمساك بقة يومها.
الحالة الرابعة: أن ترى الطهر قبل الفجر، ففي هذه الحالة يجب عليها الإمساك حين يطلع الفجر وإن لم تغتسل إلا بعد الفجر، لأنها قد تطهر ويحول بينها وبين الغسل موانع كبرد فتنشغل بتسخين الماء أو البيت ضيق فتنتظر دورها في دخول الحمام المرحاض لتغتسل .نعم.
(13) (قارئ الأسئلة)
أحسن الله إليكم، يقول السائل: هل الذي يمر بالميقات في آخر نهار الثلاثين من شهر شعبان ويصل مكة بعد غروب الشمس-يعني ليلة رمضان- هل تعتبر عمرته صحيحة في رمضان؟
(فضيلة الشيخ)
إذا ثبت دخول الشهر فعمرته صحيحة، إذا كان شكًا هو قال ليلة الثلاثين والمفترض أن يقول مغرب الثلاثين لكنه الظاهر أنه يريد ليلة الأول من رمضان فعمرته من رمضان إن شاء الله تعالى.
(14) (قارئ الأسئلة)
يقول السائل: ما الفرق بين قطاع الطرق وبين البغاة؟ وما معنى قول الفقهاء في تعريف البغاة: انهم الخارجون على الإمام بتأويل سائغ؟
(فضيلة الشيخ)
قطاع الطرق: عصابات وفي الغالب ليست لهم راية، يترصدون القوافل الخارجة من البلد في أماكن بعيدة فيسطون عليهم، هم محاربون هو من جنس المحاربين.
أما البغاة: لهم راية معلومة ويمكن الوصول إليها، وهم خارجون من حيث الخروج العام، ولا يكفرون الإمام ولا مَن حوله، لا يكفرونه ولكنهم يدّعون مظالم وأمور، ولهذا الإمام-إذا كانت لهم راية معلومة كأن يعتصمون براية معروفة معلومة يمكن الوصول إليها- فإنه يناظرهم فإن ادعوا مظلمة زالها، وان ادعوا شبهة كشفها بالدليل، فإن قبلوا فهو المطلوب وإلا قاتلهم وأراح الناس من شرهم.
بخلاف الخوارج: الخوارج يكفرون الإمام ومن حوله، وينصبون أنفيهم مجاهدين.نعم.
(15) (قارئ الأسئلة)
يقول السائل: بوب النووي على أحاديث الخوارج باب: التحريض على قتل الخوارج، فكيف التوفيق بينها وبين الفقهاء: إذا ترك البغاة القتال حَرُمَ قتلهم. وما الصواب في ذلك؟
(فضيلة الشيخ)
يعني نحن عندنا شيء يجب أن يفهم وهو: أنّ الخروج على ضربين:
خروج عام: وهذا يشمل كل من رفع السيف وتمرد على الإمام سواء كفّره أو لم يكفره ومن هؤلاء البغاة.
الخروج الخاص: هو التمرد على الإمام مع تكفيره، يرونه كافر ومن حوله كفار فيقتلون مَن يمكنهم الوصول إليهم من عساكره وموظفي الدولة وغير ذلك.
فالبغاة إذا تركوا ما هم عليه وألقوا السلاح يتركهم الإمام ولا يتتبع مدبرهم، ولا يجهز على جريحهم، لأنّ المقصود تأديبهم وقد حصل، ولا مانع أن يأخذ الحيطة والحذر ربما يعودون، فإن عادوا عاملهم بما يجب عليه من قطع دابرهم، وكفاية الأمة شرهم.
أما الخوارج فلأ، الخوارج إذا بدأ الإمام قتالهم فإنه يجهز على جريحهم، ويتبع مدبرهم، لأن ذمته مشغولة بأمن الأمة، فيجب عليه أن يقطع دابرهم ويريح الأمة من شرهم.نعم.
وكذلك قطاع الطرق لا يتركهم بل يتتبعهم، ويحاول الوصول إلى أوكارهم ومكامنهم حتى يقطع دابرهم ويكفي الأمة شرهم.نعم.
(16) (قارئ الأسئلة)
يقول السائل: هل من منهج السلف ذكر رؤوس أهل البدع في دروسهم، ومجالسهم، وخطبهم لتحذير الناس من بدعهم إذا دعت الحاجة إلى ذلك؟
(فضيلة الشيخ)
نعم يشرع، هذا أصل لابد منه إذا كان شرهم قد انتشر وشاع وذاع وظهرت آثارهم السيئة على الأمة نعم يحذر منهم، إلا إذا ترتب على ذلك مفسدة أكبر كما قدمنا.نعم.
(17) (قارئ الأسئلة)
أحسن الله إليكم، يقول السائل: في هذا الزمن الذي كثرت فيه هذه الأحداث كيف يبتعد المسلم عن الفتن؟
(فضيلة الشيخ)
يتحصن أولًا: بالعلم الشرعي، يتفقه في دين الله كما قال –صلى الله عليه وسلم-: ((مَن يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين))، ويطلبه على أهل العلم الراسخين، الذين عرف الخاصة والعامة فقههم واستقامتهم ونصحهم للأمة.
الثاني: البعد عن خلطاء السوء، سواء أهل الشهوات أو الشبهات، قال-صلى الله عليه وسلم- : ((المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم مَن يخالل)).
الأمر الثالث: ألا يستشرف للفتن، يبتعد عنها، فمن استشرف لها استهوته وجذبته، يلزم ما عرف من السنة، ويدع أمر العامة، يلزم جماعة المسلمين وإمامهم الجماعة القائمة وإمامها في البلد.نعم.
(18) (قارئ الأسئلة)
سؤال من الإخوة في المكتبة السلفية في برمنجهام يقول: هل يجب دفع الزكاة لذهب الزينة الذي ترتديه المرأة إذا بلغ النصاب؟ أم هو فقط لذهب المرء؟
(فضيلة الشيخ)
الأدلة هذا فيه أدلة عامة، وأدلة خاصة، هي في إيجاب زكاة حلي المرأة، سواء كانت تلبسه، أو تعيره، أو تأجره، أو تتاجر فيه.
فمن الأدلة العامة: قوله-صلى الله عليه وسلم- في حديث طويل: ((ولا صاحب ذهب ولا ورق لا يؤدي زكاتهما إلا صفحت له يوم القيامة صفائح من نار، فيكوى بها جبينه وجنبه وظهره)) الحديثَ
ومن الأدلة الخاصة: جاءت إلى النبي-صلى الله عليه وسلم- أمرأة في يد ابنتها سواران من ذهب، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم- : ((هل تؤدين زكاتهما؟ قال: لا. قال أيسرك أن يسورك الله بهما سوارين من نار. فنزعتهما وألقتهما في حجر النبي-صلى الله عليه وسلم- وقالت : هما لله ورسوله )) .نعم.
(19) (قارئ الأسئلة)
يقول السائل: كيف يجب أن يتعامل القائمون على المساجد السلفية في إنجلترا مع الدعاة إلى منهج الحجوري وأمثاله؟
(فضيلة الشيخ)
يقيمون الدروس العلمية المستندة على الكتاب والسنة، ولا يمكنون هؤلاء الحجاورة إن وجد عندهم من الدروس، ولا يمنعونهم إذا حضروا، لكن مَن أساء الأدب لأ يمنع ويبين حاله.نعم.
(20) (قارئ الأسئلة)
يقول السائل: إذا أراد المريض أن يفطر صائم فهل له أن يدفع لمن يتكفل بإفطار الصائمين لشهر رمضان؟ أم يجب عليه أن يدفع لكل يوم عن إفطار الصائم؟
(فضيلة الشيخ)
إذا كانت هناك جهة المريض الذي وجب عليه الطعام ولا كيف؟
(قارئ الأسئلة) : نعم إذا وجب عليه إطعامهم.
الشيخ: لأ، هذا لابد أن يتعاهد المساكين هو بنفسه، فإن شاء أخرج عن كل يوم مسكينًا، وإن شاء جمعها في آخر الشهر بقدر ما يصوم المسلمون، فإن صاموا ثلاثين أطعم ثلاثين مسكينًا، وإن صاموا تسعة وعشرين أطعم تسعة وعشرين، والأمر فيه سعة، لكن إن كان يخفى عليه حال المساكين ويعرف جهة مأمونة أو فردًا مأمونًا يوصلها إلى مساكين في بيوتهم بأعيانهم فلا مانع من ذلك.
أما أن تجعل في المخيمات و المساجد فلأ ، لأنّ هذه يرتادها الغني والفقير والمسكين غير واضح فيها.
(21) (قارئ الأسئلة)
أحسن الله إليكم، يقول السائل: رجل وجبت عليه بنت لبون وهي موجودة عنده لكنه أردا أن يخرج حِقه لحاجة الفقير إلى الحِق، فهل يجوز له ذلك؟
(فضيلة الشيخ)
يخرج ماذا؟
(قارئ الأسئلة): يخرج حقًا.
الشيخ: حِقه، لا مانع لا مانع أخرج أعلى منها لا مانع، الممنوع العكس أن يخرج بدل الجيد رديئًا، أما أن يُخرج أجود وأعلى بنت لبون يُخرج حقه، أو حقه تجب عليه جزعة، هذا لا بأس به له أجره.نعم.
(22) (قارئ الأسئلة)
أحسن الله إليكم، هل يترشح السلفي لمنصب في مجلس الأمة أو البرلمان؟
(فضيلة الشيخ)
أولًا: الانتخابات-وقد أفتيت مرارًا فيها- ليست من شرع محمد-صلى الله عليه وسلم- وإنما نحن نتعامل معها للضرورة فإذا خشينا غلبة مثلًا رافضي فوزه بالانتخاب رشحنا سلفيًا وهكذا حسب الضرورة.
ثانيًا: السلفي لا يترشح لأنّ هذا من باب طلب الإمارة لا يرشح نفسه لحديث : ((يا عبد الرحمن لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها على مسألة وكلت إليها، وإن أعطيتها عن غير مسألة وكلت إليها)) أو كما قال -صلى الله عليه وسلم-، فهو لا يترشح ، لكن إن رُشِّح رشحه إخوانه خشوا أن يغلب رجال أهل بدع وأهل ثورات ولا يرعون للسنة مكانة لا مانع أن يرشحه ويقبل ترشيح إخوانه.
(23) (قارئ الأسئلة)
أحسن الله إليكم، يقول السائل: جاء في الحديث: ((العبادة في الهرج كهجرة إليّ)) هل المراد أن تكون الفتنة في بلده ليحصل على هذا الثواب؟
(فضيلة الشيخ)
هذا هو أن يُلزم نفسه بالعبادة، ويشغل نفسه بطاعة الله-عز وجل- ولا يستشرف للفتن ففيها قتل وسلب ونهب وفوضى.نعم
(قارئ الأسئلة)
أحسن الله إليكم شيخنا وبارك الله فيكم وفي علمكم انتهت الأسئلة.
(فضيلة الشيخ)
حياكم الله جميعا حيث كانوا الحضور والمستمعين، أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ، ولعلكم تنسقون لقاء آخر إن شاء الله، ولو في رمضان ونحن إن شاء الله إذا وجدنا قوة أجبناكم إلى طلبكم وهذا نعده واجبًا علينا.
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.