هل المعصية تُخرج الرجل من السلفية والسنية؟ أم أنّ سوء الخلق يُخرج الرجل من السنية؟
- العنوان: هل المعصية تُخرج الرجل من السلفية والسنية؟ أم أنّ سوء الخلق يُخرج الرجل من السنية؟
- الشيخ: عبيد بن عبد الله الجابري
- القسم: | العقيدة والمنهج
- تاريخ الفتوى: 28/03/2014
هل المعصية تُخرج الرجل من السلفية والسنية؟ أم أنّ سوء الخلق يُخرج الرجل من السنية ؟
المعاصي الفسقيات قسمان:
قسم: بدع، ومحدثات، فوجود واحدة من هذه يُخرج المرء من السنة، بل حتى صغار البدع كالذكر الجماعي يُخرج المرء من السنة، والعلماء نصوا-أعني علماء السنة والجماعة- نصوا على هذا، فلا يكون الرجل صاحب سنة حتى تجتمع فيه خصال السنة كلها.
والبدع أقسام ثلاثة:
مكفرة: الرفض، وحدة الوجود، والاتحاد والحلول، والتجهم؛ هذه تنقل عن ملة الإسلام إلى ملة الكفر.
الثاني: فسقيات: كالتمشعر، ومسلك الماتوريدية؛ فهذه فسقيات، فلا تنقل عن الملة، هو مبتدع فلا يسمى صاحب سنة وهو فاسق.
القسم الثاني: الفسقيات؛ مثل الزنى، وشرب المسكر، والقذف، والربا؛ فهذه راكبها لها حالتان:
إحداهما: أن يأتي هذه معتقدًا حرمتها، ولكنه استجاب للنفس الأمارة بالسوء والهوى؛ فهذا فاسق عند أهل السنة هو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته؛ هذا حكمه في الدنيا وهو في الآخرة تحت المشيئة إن لقي الله على كبيرة من هذه دون توبة، إن شاء الله غفر له وأدخله الجنة، وإن شاء عذّبه ثم أخرجه منها من النار إلى الجنة، فهو آمن من الخلود في النار، غير آمن من دخولها، فله الأمن الناقص لأنّ هدايته ناقصة.نعم.
هذا هو التفصيل في المعاصي الذي لابد منه.
وضلت الخوارج في هذا الباب فقالوا: في مرتكب الكبيرة في الدنيا هو كافر، وفي الآخرة خالد مخلد في النار.
ووافقتهم المعتزلة على الحُكم الأخروي، وخالفت في الدنيا فقالت: مرتكب الكبيرة هو في منزلة بين المنزلتين.
أنبه هنا إلى أمرين:
الأمر الأول: من خلال هذا السرد القليل، ومن خلال ما قرره أهل السنة في هذا الباب يظهر أنّ أهل السنة هم أرحم الناس بعباد الله، كما أنّهم أعرف الناس بالحق، فهم أرحم الناس بالخلق وهم أعرفهم بالحق، ومَن عدى أهل السنة هم ضلال.نعم.
الأمر الثاني: الذي يجب على كل مَن تصدّر لتعليم الناس ودعوتهم أن لا يُغفل هذا الجانب وهو جمع نصوص الباب، قال علي بن المديني-رحمه الله- وهو أحد شيوخ البخاري-رحمه الله- : والباب إن لم تُجمع طرقه، لم يتبين خطؤه.
فأهل السنة هم أهل الحق الذي لم تشبه شائبة من الباطل لا قليلة ولا كثيرة، وهم أعرف الناس بأحكام الله-سبحانه وتعالى- والحكم على الخلق، لأنّهم يجمعون بين الوعد والوعيد، وبين الخوف والرجاء، وغير ذلك من الأمور التي لابد منها. وبالله التوفيق.