هناك رأيين، الرأي الأول: أن تعلم المعلمة عوام المسلمين الدين وكذلك تحذرهم من أهل الانحراف والبدع، فأي الرأيين أصوب الأول أم الثاني؟.
- العنوان: هناك رأيين، الرأي الأول: أن تعلم المعلمة عوام المسلمين الدين وكذلك تحذرهم من أهل الانحراف والبدع، فأي الرأيين أصوب الأول أم الثاني؟.
- الشيخ: عبيد بن عبد الله الجابري
- القسم: | العقيدة والمنهج
- تاريخ الفتوى: 12/04/2014
السؤال السابع وهو من الكويت من طالبات في كلية الشريعة تقول السائلة:
هناك رأيين، الرأي الأول: أن تعلم المعلمة عوام المسلمين الدين وكذلك تحذرهم من أهل الانحراف والبدع.
أما الرأي الثاني فيقول: أولًا: يبتدئ بتعليم الدين للعوام دون التحديد، وبعد سنة أو سنتين يكون هناك تحذير إذا كانت الحاجة لذلك من أهل البدع والانحراف.
فأي الرأيين أصوب الأول أم الثاني؟
جاء في كلامك يا بنتي أو يا بناتي الرأيين وهذا خطأ قولي رأيان.
ثانيًا: قلتي عوام المسلمين وهذا من العام الشايع ولا سيما عند الحواضر، وغزى حتى كذلك غيرهم قولي: المسلمات عوام المسلمات بارك الله فيكن جميعًا .
ثالثًا: لتعلم كل صاحبة سنة من طالبات الشريعة وغيرها، أن الدين لا يقوم إلا على التربية والتصحيح.
فالتربية: هي تعليم الناس دين الله الذي يجب فيه الاخلاص لله، وتجريد المتابعة لرسوله -صلى الله عليه وسلم- فهذان الشرطان لا يقبل عند الله قربة إلا بهما، ومما يضاد هذا التدين الخالص الشرك، هذا يضاده بالكلية، والمعاصي التي هي مفسقات وليست بكفريات هذه تنفي في كماله الواجب لأنها فسقيات.
رابعًا: بالنسبة لما ذكرتي أو ذكرتنّه من غيركن الرأيين أقول:
الرأي الأول هو مسلك السلف، فإن السلف يحذرون أبنائهم من أهل البدع في باكورة أعمالهم، وأذكر مقوله نسيت صاحبها قال: ( كانوا يحذروننا من فلان وفلان ونحن صبيان) يعني صغار، وهذا كذلك هدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإنه بدأ دعوته مثل الأنبياء قبله- على الجميع الصلاة والسلام- بالدعوة إلي التوحيد والتحذير من الشرك، بالدعوة إلى التوحيد وسائر الطاعات والتحذير من الشرك وسائر المعاصي.
واسمعن يا بناتي قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ } [سورة الأنبياء الآية (25)].
ومثل هذه الآية من آي التنزيل الكريم كثيرة جدًا ولولا خشية الإملال عليكن وعلى سائر المستمعين من المسلمين والمسلمات لذكرتهن.
فهذه الآية وما شابهها من آي التنزيل الكريم تدل على أنّ أصل الدين وأساسه أمران :
الأمر الأول: الدعوة إلى عبادة الله وحده والموالاة في ذلك، وتكفير من تركه ذاك التوحيد.
والثاني:التحذير من الشرك في عباده الله، والمعاداة فيه-يعني في الله-وبغض من فعله-يعني من فعل الشرك- .
وأما الرأي الثاني: فإن أحسنا الظن بقائله بفاعله فنقول إنه جاهل لا يعرف دعوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المبنية على هذين الأصلين. نعم.
والغالب أن العوام الذين سلمت فطرتم ولم تتلوث بخلطة من أهل الهوى، لا يقولون هذا القول فهم يتبعون علمائهم الراسخين في العلم، الأقوياء في السنة، فهذا الرأي الثاني الغالب على ظني أنهم أصحاب هوي، من أصحاب الانحرافات، من إخوانية، أو تبليغيه، أو غيرها.
فالجماعات الدعوية الحديثة يا بناتي كلها ضالة مضلة بلا استثناء، وجماعة الحق التي جاءت بها النبيون والمرسلون من لدن نوح أولهم إلي محمد خاتمهم -صلى الله وسلم عليهم أجمعين- هي قائمة على ما قدمنا من التربية والتصفية، وعلى ما ذكرنا لكنَّ من بناء الدين وأساس بنائه على ذينكن الأصلين فاحذرنّ الجماعات الدعوية الحديثة وفاصلنهنّ.
لكن من وجدتي أنتي ورفيقاتك منتمية إلى إحدى الجماعات الدعوية الحديثة، وأكبر هذه الجماعات الدعوية الحديثة الضالة وكما قدمت كلها على ضلال جماعة الإخوان المسلمين وجماعة التبليغ، فالأولى منشأها من مصر، والثانية منشأها من الهند، فاجتمعت عندنا في الخليج وغيره والحمد لله لا يزال علماء السنة يحذرون من كل ضلال ومن أهل الضلال، نعم.