تكفير سيد قطب المستمر
تكفير سيد قطب المستمر
١-من المعلوم اليوم بوضوح قُبْح اعتقاد سيّد قطب وطعنه في اصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ورضوان الله عليهم وتكفيره للمجتمعات الإسلامية ووصف دولها وولاة أمورها بالجاهلية مطلقا وجعل اصل الدين الذي يقوم عليه ولا يقوم على غيره هو الخروج على الأمراء الذي سماه حاكمية وغير ذلك من شناعاته وطوامه التي أثمرت ثمارا سيئة دفع المسلمون أثمانها من الدماء.
٢-فهذا بفضل الله ثم بفضل بيان أهل السنة صار واضحا لأكثر المسلمين بحمدالله.
٣-وقد طبعت الجماعات وقرأت كتبه ونشرت مفاهيمه لأكثر من نصف قرن دون ان تبيّن بيانا واضحا قاطعا ناصحا هذه الطوام مما يبيّن حقيقة خطر هذه الجماعات.
٤-ومما لا ينتبه له من ثمار سيّد قطب السيئة ما غرس في نفوس اتباع الجماعات من تكفير المسلمين الذين يعارضونهم في افهامهم فهذه الشهوة التكفيرية الباغية الظالمة كامنة في نفس كل مترب على يد هذه الجماعات.
٥-فجرِّب ان تظهر احاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي فيها الصبر على الأمراء وطاعتهم وتحريم الخروج عليهم وإيجاب لزوم جماعة المسلمين والنهي عن الإنكار علانية على الأمراء وهي احاديث كثيرة جدا ومستفيضة وموضع اجماع من الصحابة ومن بعدهم من اهل السنة فما ان تظهر هذه الأحاديث وتطبقها عمليا على أمراء الزمان إلا وكفروك كما علمهم أمامهم سيد قطب فتصير انت ولي اليهود ومتواطئ مع الأمريكان وتخون الأمة وتحارب قضية فلسطين الى غير ذلك مما يتقنون ويتفننون في خدمته وتنويع العبارات والصيّغ فيه ومزجه بمواد السياسة التي عاشوا حياتهم في خدمتها والانغماس فيها .فيخرجون لك الف إصدار كلها انك إذا لم تخضع لطرحهم فأنت خائن للأمة وقضاياها وهذا هو بعينه تكفير سيّد قطب الذي رباهم عليه.
٦-الأرضية النفسية التي غرستها التيارات السياسية شيوعية ويسارية وقومية وديمقراطية وعلمانية وليبرالية وغير ذلك في الكره الشديد للحكومات والثورة عليهم هو من اهم الاعمال المساندة لتقوية هذه الجماعات .
٧-أخي المسلم أختي المسلمة لا تسلم قيادك لغير الله في الدين وإذا كنت كارها أو ناقدا لبعض ممارسات السلطة فلا تجعل نفسك مساندا ومساعدا للجماعات والتيارات لانك مسؤل أمام الله عز وجل عن ذلك (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان ).
٨-إن هذه الجماعات قد تربت لسنين على الجمع بين سيّد قطب وما بنى دينه عليه من التكفير والخروج والتحريف للدين -والذي سماه الحاكمية -وبين تطبيق احاديث النبي في السمع والطاعة والبيعة على قيادات تنظيماتهم في وقت واحد .
٩-ثم عمليا واجهوا مستجدات السياسة وتطور الأنظمة بتحريف الدين لتكون الديمقراطية والنظام العلماني للدولة هو نظام الحكومة العادلة للإسلام وبذلوا جهودا علمية مضنية وكثيرة في إلباس الإسلام لبوس ما يدعو اليه العلمانيون ؛
فصارت خلاصة حاكمية سيّد قطب:
ان تُكَفِر بالاتهام بالعمالة للغرب وتحقيق مخططات الصهيونية لمن يقف في وجهك ويتمسك بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في الأمراء ويتبع الصحابة وأهل السنة
وفي الوقت ذاته تحقق في ارض الواقع النظام العلماني الديمقراطي الذي هو الإسلام عندهم .
١٠-ثم دثروا ذلك كله بالتقية الدينية التي تخولهم لتقمص كل دور ونفي كل حقيقة ؛وطبعا الوصفة الشرعية جاهزة لذلك تحت مظلة مصلحة الدعوة والحفاظ على مكتسبات الجماعة ومواجهة الباطل بحكمة وسياسة شرعية ودفع الضرر.
١١-إن أبناء الجماعات -ولو بلغ احدهم سبعين -خطرٌ على دين الإسلام وخطر على مجتمعات المسلمين ؛فالواجب على كل مسلم ومسلمة الحذر من هذه الجماعات وان لايأخذهم الحياء والاعتبارات الاجتماعية والضعف أمام المجاملات والمداخلات التي يحسن صنعتها هؤلاء القوم بتكتيك وتنظيم ؛فيضعف ويساعد قوة هذه الجماعات في مجتمعاتنا بعد اذ ذقنا منها الأمّرين :تحريف دين الأنبياء وإراقة الدماء والأشلاء.
بقلم الشيخ الفاضل / أحمد السبيعي
الخميس 14 ذو الحجة 1440 هـ
الموافق 15 / 8 / 2019
المرفق | الحجم |
---|---|
تكفير سيد قطب المستمر.pdf | 314.64 ك.بايت |