حادث اسطنبول واختيار المعركة !


التصنيفات
الشيخ: 
القسم: 
القسم العلمي: 

١ -المسلم والمسلمة صاحبي السنة لا يختاران وينتقيان قضاياهما وأعداءهما   .بل ان القضية والعدو  يفرضه عليهماالايمان والسنة فرضا بموجب الشرع .

 

٢  -فصاحب السنة :لا يصنع حدثا متعمدا ليحقق غاية غير غاية الإيمان والعمل الصالح الذي وجب عليه وأوجب عليه أشياء واجبة ومستحبة .

ولا يغتنم حدثا -لا يصنعه -في صالح هواه او في سبيل تحقيق مصالح شخصية -كما يصنعه السياسيون وأهل الاهواء -.!ولا يضع نفسه أسفل الدرج مستهلكا للأحداث متفاعلا مع ما يقع عليه منها !.

 

٣ -فطريق دينه نهج واضح مبدأ وغاية ووسيلة !.فهو عبد لله محكوم في كل أمره وفي كل علاقاته بدءا بوالديه وانتهاءا بالأمير فما بينهما !.وطريق دنياه تبع لذلك وبموجب احكام الشرع ايضا واضح جدا .

فماذا بقي إذا ؟ :لا شيئ ؛إلا ان يحتم الدين عليه امر او مصلحة مباحة .

 

٤ -فإذا وقع حادث ما او كارثة او غير ذلك ؛ ولنفرض مثلا ما وقع في اسطنبول من جريمة منكرة بفتح الرصاص على العزل الأبرياءفإذا رصدت ردود الفعل الغير سوية ستجد انها تكشف عن اعتقادات وتوجهات وتوظيفات :

-فمن محلل للموضوع ان وراءه يدا استخباراتية تريد زعزعة الاستقرار الاقتصادي في تركيا !

-ومن متهكم ساخر جلف الطباع سيئ التقدير يعرض بتواجد الأموات في هذا المكان !.

-ومن موجه لاصبع الاتهام الى الأكراد !.

فلا ادري ماذا ترك هؤلاء للدول ومسؤلياتها ؟وماذا تَرَكُوا للجهات المختصة في عملها ؟

بل ياليت لو انهم تركوا للإعلام ان يتدفق بصورة صادقة لنقل اخبار الحدث !.

 

٦ -أما صاحب السنة وصاحبة السنة فالأمور عندهما منضبطة غاية الانضباط بما تعلّموه وأمروا به في السنة

وقد قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم :(من تكلم فليقل خيرا او ليصمت).فهم يفرقون بين عمل الدول وعمل الافراد؛ فعمل الدول -الامراء /الرؤساء/الحكام ...الخ- يختص بهم،بموجب المسؤلية التي اعطاهم الشرع، ولا يجوز شرعا -وفي السنة- الدخول في عملهم المختص بهم ؛لأنه داخل في قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم :(وان لا ننازع الأمر أهله ) رواه البخاري ومسلم عن عبادة .والامر في الحديث :هو عمل السلطان المختص به واهله :هم الحكام الذين عليهم المسؤلية-أعانهم الله   ((ولا يخفاك ان الجماعات لا يعتقدون شرعية الدول ومن يقابلهم يحتكم للقانون لا للشرع )).

 

٧ -وأهل السنة يشعرون بإخوانهم المسلمين شعورا -بفضل الله -اعظم مما يشعر به كل مسلم صادق وردة فعلهم الفورية التلقائية الاشتغال بما يعلم منفعته يقينا من القول والعمل المشروع فتنطلق ألسنتهم -دائما وأبدا - بالدعاء والضراعة لله سبحانه ان يغيث المسلمين ويفرج عنهم ويصلح احوالهم وتنطلق أيديهم بما يمكنهم اغاثة للمحتاج واعانة للمصاب -لكن من خلال القنوات الواضحة الرسمية النافعة -!.

 

٨ -فصاحب السنة وصاحبة السنة قائمان بما فيه المنفعة ،كافّان أيديهما وألسنتهما عما فيه المضرة ،ساعيان جهدهما في اجتماع المسلمين -على شرط الله والحق الذي نزل -،ساكتان صابران في المواضع التي يعز فيها الصمت والصبر .ألجموا أهواء نفوسهم عن تلبية طموح الانسان في التفاعل مع الأحداث لتحقيق غرض حزبه او تياره او لارادة العلو .وحياتهم ملئت قضايا حقيقية صرفتهم عن إحداث قضايا مصيرية يعبث بها وتزجى بها أوقات الفراغ !.

 

٩- نعم؛قد ينطلق بعض طلاب العلم -خاصة في المسائل التي تعم بها البلوى -:في استنكار البدع التي تسبب هذه الجرائم حتى يحذرها المسلم تبيين أحكام الله عز وجل والسنة وتنزيلها على الأعيان رؤساء ومرؤسين لئلا يظن ان دعوة السنة لا ترتبط بالواقع ولا تتنزل عليه او انها نظرية أشبه بالفلسفية كما قد يوهم البعض أو توضيح معاني يظهر بها الحق ويقمع الباطل وغير ذلك .

وقد ينطلقون في نصرة إجراءات ولاة أمور المسلمين خاصة في مقابل الحملات السياسية الإعلامية الشرسة ضد دولنا الاسلامية الموظفة لخدمة التوجهات او التيارات -بقيود تمنع من الخوض الغير مشروع في شأن السياسة -

١٠- وهذا الذي عليه أهل السنة -بفضل الله وكرمه وتوفيقه وهدايته -هو الذي يقتضيه العقل الصحيح الخالي من الهوى والغرض ؛ فالتناول العقلاني المنضبط المبني على مراعاة المصالح والمعطي للهدوء والسكينة هو سبيل العقلاء الحلماء الناصحين !.أما الغوغائية والفوضوية وردود الأفعال الغير منضبطة والتي تحب ان تلعب أدوارا في الكوارث والازمات والاحداث ، فهذه عقلية ونفسية وتدين من لا يشعر بعظم آلام الأحداث ولا بعمق موقع المسؤلية !.

 

 

بقلم الشيخ أحمد السبيعي

الإثنين ٤ ربيع الثاني ١٤٣٨ هـ