خطر الخوارج السياسيين على الإسلام والمسلمين
"خطر الخوارج السياسيين على الإسلام والمسلمين"
يستبشع المسلمون داعش وأخواتها لدمويتها وإجرامها ومنظرها المشوه للفطرة والدين الحنيف؛ ولا يستبشعون الداعشيين السياسيين الذين يضرون مفاهيم الدين ويحرفونه من غير إراقة دماء.
إن الواجب على المسلم والمسلمة -فيما يحب ويبغض وفيما يستقبح ويستحسن- أن يحكم أدلة الشرع، وأن ينظر في مصلحة الدين، وأن ينظر في المفسدة على الدين المقدمة -عند أهل الإيمان- على الأرواح.
وليس في ذلك أي تقليل من شأن قبح جريمة داعش.
فالداعشيون السياسيون يقبح مسارهم على الداعشيين الدمويين من وجوه :
١- أنهم هم الذين يمهدون الأرضيّة العقدية للدمويين باعتقاد عدم شرعية الدول والحاكمين، وهي المقدمة الضرورية لداعش.
٢- استثمارهم لقضايا الطوائف الأخرى العاملة في حقل السياسة، وأخذ قوة منها وإعطائها قوة (وما اجتماع الإخوان المسلمين مع المعارضة -قريبا- منا ببعيد ).
٣-تحريف مفاهيم الدين التي تعترض مسار طريقهم السياسي.
٤-تحريف الدين ليتمشى مع ما يفرضه الواقع وأفكاره الجديدة.
وهاتان الأخريان خطر على دين الإسلام نفسه، تمارسه هذه الجماعات، وتمتاز به بزيادة الشر على داعش، لكن نظرا لأنه لا يصحبه -في العاجل- إراقة دماء؛ فلا يستقبحه المسلمون كما يجب شرعا، والأمر فيه كما قال الله -تعالى- : {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ}.
٥-التباس أمر هؤلاء -السلميين في الظاهر- على كثير من المسلمين، وهذا أخطر من داعش من هذه الناحية.
وخير ما يدلك على ذلك كتيب من كتيبات الأستاذ عبد الخالق السامة والتي عادة ما تدس مذهب الإخوان في مذهب السلف اسمه: "فصول في السياسة الشرعية" يريد أن يبعد شبح العنف في تلك الحقبة عن الدعوة، ويرد على من يستعملها، إذا قرأته علمت أن الخلاف بين داعش وأخواتها من الجماعات الإسلامية إنما هو خلاف وسائل لا اعتقادات وغايات !